-A +A
متعب العواد (حائل) Motabalawwd@

تعددت الخيارات السياحية في حائل بين الحديث والقديم أمام سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة الشيخ شخبوط بن نهيان، الذي يزور حائل حالياً في رحلة نحو التاريخ.

وتعتبر حائل من أهم وأجمل المدن العربية، وتكاد تكون من المدن القليلة التي توفر للسياح والزائرين التاريخ والحاضر والمستقبل، فيأتي إليها السياح من أجل المآثر والتاريخ.

فالمزيج الذي وقف عليه الشيخ شخبوط بن نهيان خلال صعوده وهبوطه قلعة «اعيرف» التي يعود تأسيسها وفقاً لعدد من القرائن الحديثة إلى العصر الثمودي (800 ق.م)، واختاره الثموديون ليقيموا على قمته معبداً مبنياً من الحجر ينتمي لنمط «المعابد المستطيلة»، وهذا المعبد هو ما أقيمت على أنقاضه قبل أكثر من قرنين القلعة العسكرية القائمة حالياً نحو الممرات الضيقة أسفل القلعة التي يوجد بها الكثير من المتاحف التاريخية، هذا المزيج من مظاهر القرون الوسطى والقديمة والمظاهر الحديثة هو ما جعل مدينة حائل قابعة في التاريخ.

وشاهد السفير الإماراتي عناصر الماضي التليد للجزيرة العربية من المقتنيات التاريخية التي تضم الدلال ‏ومحاميس القهوة المنسقة على هيئة وردة، والمنتجات الجلدية القديمة، والأبواب الخشبية العتيقة، وأدوات سقي ‏الزراعات، والملابس، وأدوات الصناعات القديمة، وأسلحة، كما تضم المتاحف مجموعة نادرة من الصور لشخصيات حائلية تركت أثراً في ‏ماضي المجتمع، فهي مدينة لا ينتهي التعارف بها مهما كثرت الزيارات لها، فهناك دائماً الجديد والمدهش والمبهر.

وكانت هيئة السياحة والآثار السعودية قد كشفت على لسان عالم الآثار البريطاني الدكتور بول بريز، أن الاستيطان البشري بدأ في جبة حائل بمنطقة حائل منذ أكثر من 100 ألف عام، موضحاً أنه تم إجراء دراسة في مناطق شرق وشمال غرب إفريقيا وتحليل الحفريات الموجودة فيها، ووجد أن الإنسان الموجود في هذه المناطق جاء إليها من الجزيرة العربية.

وأكد بريز أنه جمع من شمال غرب وجنوب شرق المملكة نحو 7 آلاف حفرية رسوبية تعود أغلبها إلى العصر البليوسي، وأن مقارنة الحفريات بصور الأقمار الصناعية أظهرت وجود نحو 10 آلاف بحيرة في شمال غرب المملكة، و8 آلاف بحيرة في منطقة الربع الخالي يقارب عمرها 50 ألف سنة.

وأشار إلى أن الصور والحفريات أثبتت أن الإنسان موجود في حائل منذ 80 ألف سنة، وهو ما استدل عليه من دراسة العظام البشرية التي عثروا عليها، ودراسة المناظر البيئية القديمة.